ما هي الأورام العصبية الصمّاوية؟
تُعتبر الأورام العصبية الصمّاوية من الأورام النادرة التي تنمو من الخلايا العصبية الصمّاوية. هذه الخلايا مسؤولة عن إفراز الهرمونات التي تنظم العديد من الوظائف الجسدية مثل الهضم والتنفس. يمكن أن تكون هذه الأورام حميدة (غير سرطانية) أو خبيثة (سرطانية)، ولكن في كلتا الحالتين، يمكن أن تؤثر على وظائف العضو المصاب.
أعراض الأورام العصبية الصمّاوية
يمكن أن تختلف أعراض الأورام العصبية الصمّاوية اعتمادًا على موقع الورم وحجمه. بعض الأورام لا تسبب أي أعراض في البداية، ويتم اكتشافها بالصدفة أثناء الفحوصات الطبية لأسباب أخرى. ومع ذلك، قد تُنتج الأورام العصبية الصمّاوية النشطة هرمونات بشكل زائد، مما يسبب أعراضًا متنوعة مثل:
– احمرار الوجه أو الصدر.
– الإسهال المزمن.
– آلام في البطن.
– فقدان الوزن غير المبرر.
– تعب شديد.
– صعوبة في التنفس (خاصة في الأورام الرئوية).
– خفقان القلب.
غالبًا ما يتم الخلط بين هذه الأعراض وأمراض أخرى، مما قد يؤدي إلى تأخير التشخيص.
أنواع الأورام العصبية الصمّاوية
يمكن أن تظهر الأورام العصبية الصمّاوية في أعضاء مختلفة من الجسم. الأنواع الأكثر شيوعًا تشمل:
1. الأورام العصبية الصمّاوية في البنكرياس
قد تكون هذه الأورام وظيفية (تُنتج هرمونات) أو غير وظيفية (لا تُنتج هرمونات). الأورام الوظيفية في البنكرياس قد تسبب اضطرابات مثل نقص السكر في الدم (نقص مستوى السكر في الدم) أو القرحة.
2. الأورام العصبية الصمّاوية في الجهاز الهضمي
الأورام العصبية الصمّاوية التي تظهر في الجهاز الهضمي (خاصة في الأمعاء الدقيقة) غالبًا ما ترتبط بمتلازمة السرطانية، وهي مجموعة من الأعراض الناتجة عن زيادة إنتاج السيروتونين.
3. الأورام العصبية الصمّاوية في الرئتين
تمثل الأورام العصبية الصمّاوية في الرئتين نسبة صغيرة من سرطانات الرئة. قد تظهر بأعراض تنفسية مثل السعال، الصفير، والعدوى المتكررة في الرئة.
عوامل خطر الإصابة بالأورام العصبية الصمّاوية
الأسباب الدقيقة للأورام العصبية الصمّاوية غير واضحة دائمًا، ولكن هناك عدة عوامل قد تزيد من خطر الإصابة بهذه الأورام، مثل:
– الاستعداد الوراثي: بعض المتلازمات الوراثية، مثل الورم الصمّاوي المتعدد من النوع 1 (MEN1)، تزيد من خطر الإصابة بالأورام العصبية الصمّاوية.
– العمر: تكون الأورام العصبية الصمّاوية أكثر شيوعًا بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 50 و60 عامًا.
– الجنس: بعض الأورام العصبية الصمّاوية، مثل تلك التي تصيب البنكرياس، تكون أكثر شيوعًا بشكل طفيف بين الرجال.
– التعرض لبعض السموم: الأشخاص الذين يتعرضون لمواد كيميائية محددة قد يكونون أكثر عرضة للإصابة.
تشخيص الأورام العصبية الصمّاوية
قد يكون تشخيص الأورام العصبية الصمّاوية معقدًا نظرًا لتنوع الأعراض. تشمل الفحوصات المستخدمة لتشخيص الأورام العصبية الصمّاوية:
– التصوير الطبي: التصوير المقطعي المحوسب (CT)، التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)، والتصوير النووي باستخدام الأوكتريوتيد هي أدوات تصوير تساعد على تحديد موقع الورم.
– الفحوصات الدموية والبولية: اختبارات قياس مستويات بعض الهرمونات في الدم أو البول يمكن أن تشير إلى وجود أورام عصبية صمّاوية.
– الخزعة: أخذ عينة من الورم لتحديد ما إذا كان حميدًا أو خبيثًا ضروري لوضع خطة علاجية.
علاج الأورام العصبية الصمّاوية
يعتمد علاج الأورام العصبية الصمّاوية على عدة عوامل، بما في ذلك موقع الورم، مرحلته، وما إذا كان يُنتج هرمونات أم لا. تشمل الخيارات العلاجية:
1. الجراحة
عادةً ما تكون الجراحة الخيار الأول لإزالة الورم، خاصة إذا كان موضعيًا ولم ينتشر. قد تؤدي الاستئصال الكامل أحيانًا إلى الشفاء في المراحل المبكرة.
2. العلاج الموجه
تستهدف العلاجات الموجهة، مثل مثبطات التيروزين كيناز ونظائر السوماتوستاتين، الخلايا السرطانية بشكل خاص عن طريق منع الإشارات التي تعزز نموها.
3. العلاج الإشعاعي
يمكن استخدام العلاج الإشعاعي لعلاج الأورام الموضعية أو للسيطرة على الألم في الحالات المتقدمة. يُعد العلاج بالنظائر المشعة خيارًا فعالًا بشكل خاص للأورام العصبية الصمّاوية.
4. العلاج الكيميائي
يُستخدم العلاج الكيميائي عادةً للأورام العصبية الصمّاوية العدوانية أو المتقدمة. يمكن أن يساعد في إبطاء تقدم المرض وتقليل الأعراض.
5. العلاج المناعي
يعمل العلاج المناعي على تحفيز الجهاز المناعي لمهاجمة الخلايا السرطانية. لا يزال هذا العلاج قيد الدراسة للأورام العصبية الصمّاوية، ولكنه يُظهر نتائج واعدة في بعض الحالات.