ما هو اضطراب طيف التوحد؟
التوحد، الذي يُسمى أيضًا اضطراب طيف التوحد، هو اضطراب عصبي يؤثر على كيفية تفاعل الأشخاص مع الآخرين، والتواصل معهم، والتعلم، والسلوك. على الرغم من أن التوحد يمكن تشخيصه في أي مرحلة من العمر، إلا أنه يُوصف على أنه “اضطراب نمائي” لأن الأعراض تظهر عادةً خلال العامين الأولين من الحياة.
ما هي الأنواع المختلفة للتوحد وأعراضها؟
اضطراب طيف التوحد (TSA) هو مصطلح يشمل أنواعًا مختلفة من التوحد. كل نوع له خصائصه الخاصة، مما يجعل من المهم فهم هذه الاختلافات بشكل جيد لتشخيص صحيح واختيار الحلول المناسبة.
- اضطراب التوحد: هو النوع الأكثر شهرة. الأطفال المصابون بالتوحد الكلاسيكي غالبًا ما يواجهون صعوبات في التفاعل مع الآخرين، والتواصل، وقد يكون لديهم سلوكيات متكررة. قد يكون لديهم أيضًا تأخر في تعلم اللغة ويواجهون صعوبة في فهم الإشارات الاجتماعية.
- متلازمة أسبرجر: نوع من التوحد حيث تكون الأعراض غالبًا أخف. الأطفال المصابون بهذه المتلازمة عادةً ليس لديهم تأخر في اللغة، ولكن قد يواجهون صعوبة في فهم الآخرين اجتماعيًا. قد يكون لديهم أيضًا اهتمامات قوية جدًا في مواضيع معينة ويتفوقون في مجالات مثل الرياضيات أو العلوم.
- اضطراب النمو الشامل غير المحدد (TED-NOS): أو التوحد غير النمطي، هو نوع من التوحد حيث يظهر لدى الشخص بعض أعراض الأنواع الأخرى من التوحد، ولكن ليس كلها. يحدث ذلك عندما يعاني الشخص من صعوبات كبيرة، لكنه لا يفي بكل المعايير لتشخيصه بنوع آخر من التوحد.
- اضطراب التفكك الطفولي (TDE): نوع نادر وشديد من التوحد. الأطفال المصابون بهذا الاضطراب يتطورون بشكل طبيعي في البداية، ولكنهم يفقدون المهارات التي كانوا قد اكتسبوها، مثل اللغة، والمهارات الاجتماعية، والقدرات الحركية. يحدث فقدان المهارات عادةً بين سن 2 و 10 سنوات.
- متلازمة ريت: مرض جيني يؤثر بشكل رئيسي على الفتيات. الأطفال المصابون بهذه المتلازمة يبدأون في التطور بشكل طبيعي، ولكن بعد فترة من الزمن، يفقدون المهارات الحركية ويعانون من مشاكل في النمو والإدراك. الآن، تعتبر هذه المتلازمة مرضًا جينيًا منفصلًا وليس نوعًا من التوحد.
- مجموعات فرعية مع اضطرابات مصاحبة أخرى: أظهرت الدراسات الحديثة أن بعض الأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد قد يعانون أيضًا من اضطرابات أخرى، مثل القلق أو اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (TDAH). هؤلاء الأطفال قد يتفاعلون بشكل مختلف مع العلاجات، مثل العلاج السلوكي. وهذا يبرز أهمية أخذ هذه الاضطرابات الأخرى في الحسبان لفهم وعلاج اضطراب طيف التوحد بشكل أفضل.
في أي سن يمكن اكتشاف التوحد؟
بينما يتم تشخيص التوحد لدى الأطفال، أو “اضطراب طيف التوحد” (TSA)، حاليًا بين 3 و5 سنوات، فإن التشخيص في سن 18 شهرًا قد يسمح بتقديم رعاية مبكرة يمكن أن تساعد في تطويرهم.
ما هي الأسباب الرئيسية للتوحد؟
الأسباب ليست مفهومة تمامًا. اكتشف العلماء تغيرات جينية نادرة، أو طفرات لدى الأشخاص المصابين بالتوحد، مما يشير إلى وجود مكون جيني. تشمل بعض العوامل التي تدل على التأثيرات الجينية في تطوير وتشخيص التوحد:
- توأم أو شقيق أو شقيقة مصابة بالتوحد.
- الوالدين الأكبر سنًا.
- بعض الأمراض الجينية، مثل متلازمة داون، ومتلازمة إكس الهشة، ومتلازمة ريت.
ما هي علامات الشخص المصاب بالتوحد؟
إحدى الخصائص الأساسية للتوحد هي التفاعل الاجتماعي واختلافات في التواصل. إليك بعض الأمثلة على العلامات المرتبطة بهذه الخصائص الأساسية:
- كلام محدود، متأخر أو غائب.
- استخدام كلمات وجمل مكررة (الايكولاليا).
- القلق الشديد في المواقف الاجتماعية.
- أخذ الأمور حرفيًا.
- اختلاف في سرعة الكلام (سريع / بطيء) ونبرة الصوت (ممل / متنوع).
- استخدام أقل للإيماءات أو تعبيرات الوجه للتواصل.
- تفضيل عدم التواصل البصري.
- يبدو أقل وعيًا بالآخرين من حوله.
- استخدام سلوكيات متكررة كوسيلة للبقاء هادئًا. بالنسبة للأطفال الرضع والصغار المصابين بالتوحد، قد لا يبتسمون عندما يبتسم الآخرون لهم.
هل يمكن علاج التوحد؟
حتى الآن، لا توجد طريقة واحدة أو علاج دوائي يمكن “شفاء” التوحد. ومع ذلك، هناك العديد من الأساليب العلاجية التي تساعد في إدارة أعراض اضطراب طيف التوحد وتحسين مهارات الأفراد المعنيين. من الأساليب الرئيسية المستخدمة:
- الأساليب السلوكية: الأساليب السلوكية تهدف إلى تعديل السلوكيات من خلال تحليل المحفزات التي تسبق وتلي السلوك. هذه الطرق هي الأكثر توثيقًا لعلاج أعراض اضطراب طيف التوحد. إحدى التقنيات الأكثر شيوعًا وفعالية هي التحليل السلوكي التطبيقي (ABA). يركز على تشجيع السلوكيات الإيجابية وتقليل السلوكيات غير المرغوب فيها، مما يعزز اكتساب مهارات جديدة. يتم قياس التقدم بشكل منهجي ومتابعتها لضمان التقدم المستمر.
- الأساليب التنموية: الأساليب التنموية تركز على تطوير مهارات محددة، مثل مهارات اللغة أو المهارات الحركية أو الاجتماعية. تشمل هذه الطرق أيضًا المهارات المتشابكة ضمن خطة تطوير شاملة. وغالبًا ما يتم دمجها مع الأساليب السلوكية لتعظيم الفوائد وتوفير متابعة مخصصة لاحتياجات الأفراد المصابين باضطراب طيف التوحد.
- الأساليب التعليمية: الأساليب التعليمية تُنفذ في بيئة تعليمية رسمية، غالبًا في الفصول الدراسية. من بين الأساليب الأكثر شهرة، نجد أسلوب TEACCH (العلاج وتعليم الأطفال المصابين بالتوحد والأطفال الذين يعانون من اضطرابات التواصل). تعتمد هذه الطريقة على فكرة أن الأفراد المصابين بالتوحد يحققون نجاحًا أفضل من خلال هيكل واضح وتعليم مرئي. يساعد البرنامج الأفراد على تطوير مهاراتهم من خلال تنظيم متسق وقابل للتوقع.
- الأساليب النفسية: الأساليب النفسية تتعامل مع الاضطرابات العاطفية والعقلية التي ترتبط غالبًا بالتوحد، مثل القلق أو الاكتئاب. العلاج المعرفي السلوكي (CBT) هو طريقة نفسية فعالة بشكل خاص لمساعدة الأشخاص المصابين بالتوحد في فهم وإدارة العلاقات بين أفكارهم ومشاعرهم وسلوكياتهم. يساعد هذا العلاج في تبني استراتيجيات للتعامل بشكل أفضل مع التحديات اليومية.
- الأساليب الدوائية: على الرغم من أنه لا يوجد دواء لعلاج التوحد، يمكن استخدام بعض الأساليب الدوائية لعلاج الأعراض المصاحبة لـ التوحد. على سبيل المثال، يمكن أن تساعد الأدوية في تنظيم سلوكيات إيذاء النفس، وإدارة مستويات الطاقة الزائدة، أو تحسين التركيز. تستخدم هذه العلاجات عادة لتسهيل الإدماج وتحسين الأداء العام للأفراد في حياتهم اليومية.
